هل يخطئ الفلسطينييون ثانية في لبنان
د.نسيب حطيط
تستدرج العصبية المذهبية بعض القوى الفلسطينية للتموضع في محاور جديدة بعيدا عن فلسطين أو الوفاء لرفاق السلاح والداعمين.
العصبية المذهبية جعلت حماس تشكر قطر وتركيا وتنسى إيران وسوريا،و جعلت بعض الفلسطينيين يقاتلون في سوريا ضد النظام الذي حضنهم ، فأنفجر اليرموك عندما فتح أبوابه والجيش الحر وجبهة النصرة التي شنقت فيه فلسطينيين لتعاملهم مع النظام !!
تدخل الفلسطينييون مع صدام ضد الكويت التي إحتضنتهم فدفعوا الثمن،وتدخلوا في لبنان ،فهاجروا إلى تونس،وإحتضنهم الجنوب حتى وصلوا إلى الأمم المتحدة فإنقلبوا على أهله .
هربت المقاومة اللبنانية السلاح إلى غزة،وأعطتهم إيران السلاح ورعت عوائل الشهداء فتنكروا لها وصاروا مع تركيا وقطر.
يراهن السلفييون وبعض المغامرين في لبنان على السلاح الفلسطيني(المذهبي)لإحداث التوازن مع المقاومة للفتنة التي يحضر لها الأميركي ، وسؤالنا للأخوة الفلسطينيين هل ترضون بأن تكونوا مقاتلين بالإيجار لمشاريع مشبوهة تبعدكم عن فلسطين ؟
هل تريدون تحويل المخيمات في لبنان لنسخة مكررة عن نهر البارد أو اليرموك؟.
هل تثقون بالجامعة العربية ودولها التي باعتكم منذ إحتلال فلسطين ولا تزال؟
هل تريدون الأردن ولبنان وسوريا بديلا عن فلسطين مقابل قتالكم لجانب ما يسمى الثورات العربية؟
هل تراهنون أن التوطين في(القريعة)وتملك الفلسطينيين ، ستتأمن إذا قاتلتم مع الأسير ورعاته وحلفائه؟.
نداؤنا للأخوة الفلسطيننين أن لا تكرروا ما أخطأتم به سابقا وتتحولوا إلى ذراع جهادية للإخوان المسلمين وحلفاء للتكفيريين من منطلق مذهبي، فإسرائيل وأميركا عدوكم ولسنا نحن ، والفتنة المذهبية ستبعدكم عن فلسطين ،ونسأل هل يسمح لكم بحمل السلاح أو إقامة المخيمات والتدخل في شؤون الخليج أو أي دولة عربية كما تفعلون في لبنان ؟
هل أعطتكم أي دولة عربية ما أعطته سوريا لكم وإنقلبتم عليها.
لقد أصاب بعضكم الغرورو والعجب والاستغناء لحلفائكم بعد إستلام(الإخوان) للحكم وشعرتم بالقوة ، ولكن ماذا أعطاكم الإخوان ، وماذا سيعطوكم في الستقبل، طالما أنهم مجبرون على إستئذان الأميركي الذي لن بعطيكم شيئا .
تعالوا لنتحد ضد الفتنة المذهبية ونقوم بدور يصلح حال الأمة ونقرب وجهات النظر حقنا للدماء ولإنقاذ سوريا والمقاومة،ولا نغدر برفاق السلاح،وستقتلون كما قتل الآخرون من حلفائكم إذا وقفتم متفرجين أو ساعدتم في قتله.
لا تجعلوا بندقيتكم للإيجار أو الفتنة،ولا تجعلوا المخيمات قواعد لجماعات التكفير والقتل والسيارات المفخخة،ولا تردوا تحية دعم المقاومة لكم بالطعن ،ولا تحاضروا بالديمقراطية.
وأنتم الذين أخذتم غزةة بالسلاح وقضيتم على المتطرفين الإسلاميين في غزة لحماية المقاومة من وجهة نظركم.
لا تكونوا وقودا للفتنة تساعدوا في إرباك المقاومة التي تقلق العدو ولا تنسوا من أعطاكم الصواريخ التي حمتكم في غزة،وهل فكرتم ماذا سيصيبكم عندما تتخلى أميركا عن الإخوان والمعارضة في سوريا ، وبقيتم وحيدين في ساحة الصراع لأن تركيا وقطر لن تبقيا معكم، لقد رفعتم علم الإنتداب الفرنسي في سوريا دعما للمعارضة فهل سترفعون العلم الإسرائيلي عندما توقعون إتفاقية السلام بعدا إستلامكم للسلطة بديلا لأبو مازن.
وفاء للشهداء الذين سقطوا ولعذاب اللاجئين والثكالى، لا تبيعوا القضية بثلاثين من الفضة لن تدوم طويلا،كونوا أوفياء لرفاق السلاح،ولا تسيروا خلف بعض الأقزام المنتفخين إعلاميا .
إتركوا للبندقية شرفها وطهرها بإتجاه المحتل الإسرائيلي،ودعوا الساحات العربية لشعوبها وأهلها تقرر مصيرها،وتفرغوا لتحرير فلسطين ولا تضيعوا البوصلة فتخسروا ولا تكثروا من ربطات العنق والبدلات الرسمية فإنها لا تتلائم مع الزحف إلى فلسطين وكذلك الحسابات المصرفية لأنها تلهي وتشوش.
فلسطين والقدس بحاجة لبنادقنا جميعا،فلا تكونوا شركاء بالقتل فيرتاح العدو الإسرائيلي وتغتصب فلسطين ثانية وتستباح الأمة،أبعدوا كأس اليرموك ونهر البارد عن مخيمات لبنان وجوارها.... لتبقى فلسطين والمقاومة .
بيروت في 4/3/2013 سياسي لبناني*